يعد تحذير الحرس الثوري احدث تهديد موجه للمعارضة الايرانية، بعدما حدد المرشد الاعلى على خامنئي الخط الرسمي في خطبة الجمعة الاخيرة.
فقد ابلغ الايرانيون بان الانتخابات كانت نزيهة، وان عليهم القبول بنتائجها واذا احتجوا في الشوارع فانهم يخاطرون بالتعرض للاذى.
والاولوية لدى السلطات هي وقف اي مظاهرات اخرى.
ويبدو انهم ادركوا ان وجود كثير من الناس في الشارع يتحدون النظام انما يغذي الحملة داخل النخبة الايرانية التي يشنها من يعتقد انه فاز في الانتخابات، اي مير حسين موسوي.
وحليفه الرئيسي هو الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني الذي اعتقلت ابنته واخرون من افراد عائلته لفترة وجيزة قبل ايام.
والتحدي امام المعارضة هو ايجاد وسيلة لاستمرار المظاهرات رغم التهديدات.
نقل خلافات النخبة الى الشارع جعل التراجع صعبا
واهم ما يميز مظاهرات السبت انها خرجت بالاساس وبعد هذا التحذير الواضح من المرشد الاعلى.
وكان رد فعل موسوي واضحا ايضا متحديا سلطة المرشد الاعلى كما فعل المتظاهرون من انصاره، وقال ان الجمهورية الاسلامية بحاجة لاصلاح شامل وان الناس بحاجة لحرية التعبير.
ومن غير المحتمل ان يرضى موسوي وانصاره، الذين يريدون الغاء الانتخابات، باعلان مجلس صيانة الدستور الاخير الذي قال فيه انه كانت هناك مخالفات لكنها ما كانت لتؤثر في النتيجة النهائية.
وهكذا فان الشرخ بين الجانبين يزداد اتساعا.
كانت هناك اضطرابات في الشارع من قبل على مدى 30 عاما من تاريخ جمهورية ايران الاسلامية.
لكن ما يجعل الازمة الحالية غير مسبوقة هو حجم المعارضة في الشارع وانها تاتي متوازية مع شرخ في النخبة الحاكمة.
وعلى مدى الاعوام الثلاثين الماضية اختلف كبار قادة ايران فيما بينهم عدة مرات، لكنهم لم يشركوا الناس في خلافاتهم هكذا.
وتغلبت مصلحتهم في الحفاظ على النظام كما هو على اي مكسب تطلعوا اليه من نقل خلافاتهم للعامة.
كان موسوي محظيا لدى اية الله خميني، الذي قاد الثورة على الشاه، ومن ثم فهو من الزمرة الداخلية.
لكنه يختلف الان علنا مع خلفه، اية الله خامنئي، ولا يبدو الان ان هناك طريقا للتراجع امام اي منهما.