حرب أخرى لإسرائيل

حرب أخرى لإسرائيل : مقال جميل للكاتب الامريكى "تشارلى رايس "

تشارلي ريس

اللوبي الإسرائيلي والمحافظون الجدد يقرعون الطبول من أجل حرب مع إيران، آمل ألا يكون الرئيس الأمريكي بذلك

الغباء الخطير. المراهنة على أنه بذلك الغباء متساوية تقريبا.

المحافظون الجدد يقولون إن هجوما عسكريا على إيران سيجعل الشعب الإيراني يفقد ثقته بحكومته ويؤدي إلى تغيير النظام.
إن هجوما عسكريا على إيران سيؤدي إلى عكس ذلك، سيقف الشعب وراء حكومته وسيفقد أي أمل لتغيير النظام، إن

تأييد الشعب لقادته الحاليين في وجه أي هجوم من قبل قوة أجنبية أمر مؤكد كالشمس، لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة

تستطيعان أن تؤديا خدمة أفضل لحكام طهران الحاليين ورئيسها من شن هجوم على إيران، سيؤدي ذلك إلى تقوية

قبضتهم على السلطة. إن فرضية المحافظين الجدد ثبت خطؤها بالفعل، في حرب الخليج الأولى، حرضت إدارة جورج ب
بوش الأب الأكراد والشيعة للثورة على صدام حسين بعد طرد القوة العراقية من الكويت. ظنت الإدارة الأمريكية حينها أن صدام بعد أن تعرض لهزيمة عسكرية منكرة، سيسقط من الحكم في العراق بسهولة، بدلا من ذلك استطاع أن يجمع قواته ويسحق الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال.
بالدرجة الأولى، إن خسارة دولة من دول العالم الثالث لمعركة مع القوة العظمى الأولى في العالم ليست أمرا يدعو إلى الحرج.
ثانيا: السنة، مهما كانوا يكرهون صدام، كانوا يكرهون أكثر فكرة أن يحكمهم الشيعة أو الأكراد، ثالثا: قرار جورج بوش الأب بعدم دخول بغداد جعل صدام يدعي أنه صمد في وجه القوة العظمى الأولى في العالم وبقي واقفا بعد انتهاء المعركة، ذلك، في رأي الكثيرين يمكن أن يعيد انتصارا منذ عدة أشهر، دعت إحدى أنصار حقوق الإنسان في إيران الإدارة الأمريكية الحالية لوقف هجومها الكلامي على الحكومة الإيرانية، قالت إن مثل هذه الهجمات تجعل حياة الإصلاحيين الإيرانيين مستحيلة، لكن مسؤولي واشنطن تجاهلوا دعواتها.
ماذا فعلنا عندما هوجم مركز التجارة العالمي والبنتاجون؟ احتشدنا وراء جورج بوش - ديمقراطيين وجمهوريين، ليبراليين ومحافظين، وذلك هو رد الفعل الطبيعي للناس العاديين، والإيرانيون أناس عاديون، إذا هوجم بلدهم فسوف يحتشدون حول العلم والراية.
يقول الإيرانيون إنهم لا يسعون إلى صنع أسلحة نووية وليس هناك أي دليل يناقض ادعاءهم، ما زالوا يلتزمون باتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي، وهم دعوا كثيرا إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
مرة أخرى، الصرصار الميت في السلطة الأمريكية هو إسرائيل.
الولايات المتحدة ترفض فكرة شرق أوسط خال من السلاح النووي لأن إسرائيل لديها أسلحة نووية. وتدعي أمريكا بشكل منافق أن الإيرانيين ينتهكون القانون الدولي في الوقت الذي ترفض إسرائيل فيه توقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وترفض التفتيش الدولي. وبسبب طاعتنا الجبانة لإسرائيل فإن رصيدنا من المصداقية لا يتعدى الصفر في العالمين العربي والإسلامي.
كما قلت من قبل، لا أهتم إذا طور الإيرانيون قنبلة نووية كل حياتي كانت في ظل 30.000 رأس نووي سوفييتي موجهة إلي. أستطيع بالتأكيد أن أعيش مع ستة أو سبعة رؤوس قد تتمكن إيران من تصنيعها خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وفي الوقت نفسه، على الحكومة الأمريكية طرد اللوبي الإسرائيلي خارج البلاد ودعم إيران والجامعة العربية في الدعوة إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
إن محاولات اللوبي الإسرائيلي دفع أمريكا إلى خوض حرب أخرى من أجل إسرائيل تذكرني بما قاله السفير الفرنسي في بريطانيا خلال حفلة: "لماذا يسمح العالم لهذا البلد الصغير بالتسبب في كل هذه المشاكل؟".
لماذا بالفعل؟.