اسرائيل تختبر صاروخا جديدا لاعتراض صواريخ سورية وايران

اجرى جهاز الامن الاسرائيلي الثلاثاء تجربة جديدة على صاروخ (حيتس) نجح فيها الصاروخ الاسرائيلي الصنع في اعتراض هدفه الذي كان صاروخا شبيها بصاروخ (شهاب ـ 3) الايراني.

وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية بأنه تم اطلاق صاروخ (حيتس) المضاد للصواريخ من قاعدة تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي في وسط اسرائيل (بلماحيم) صباح الثلاثاء ونجح في اصابة صاروخ من طراز "انكور ازرق" الشبيه بالصاروخ الايراني (شهاب ـ 3 ) القادر على حمل رأس نووي.

وهذه التجربة هي الـ16 التي يجريها الجيش الاسرائيلي على صاروخ "حيتس" والتجربة التاسعة لهذا الصاروخ على هدف شبيه بالصاروخ الايراني المتطور. ويذكر ان التجربة السابقة التي جرت في صيف العام 2004 بالولايات المتحدة قد فشلت بعدما اخطأ الـ"حيتس" هدفه.

وصاروخ "حيتس" المضاد للصواريخ هو من صنع وتطوير الصناعات الجوية الحربية الاسرائيلية وتشارك في تمويله الولايات المتحدة الامريكية. وتأتي التجربة على اعتراض صاروخ شبيه بالصاروخ الايراني المتطور (شهاب ـ 3 ) بالتزامن مع تصريحات مسؤولين اسرائيليين بأن اسرائيل تقوم بكل الاستعدادات المطلوبة لمواجهة وضع تمتلك ايران فيه سلاحا نوويا.

واعتبر مسؤولون في وزارة الدفاع الاسرائيلية نجاح التجربة "ارتقاء هاما في تطور الصاروخ ليشكل ردا على التهديد المتزايد للصواريخ بعيدة المدى". واشارت المصادر الامنية الاسرائيلية الى انّ التجربة الجديدة جاءت لفحص التعديلات والتطويرات والتحسينات التي ادخلت على الصاروخ الاسرائيلي لدرء الخطر القادم من ايران، لافتة الى انّ وزير الامن الاسرائيلي وصل الى مكان التجربة بمروحية اقلته من جنوب الدولة العبرية.

وقال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت انّه قبل ان تسمح الرقابة العسكرية في الدولة العبرية بنشر نبأ التجربة تلقى الموقع عشرات الاتصالات الهاتفية من مواطنين قلقين قالوا انّهم يسمعون اصوات انفجارات في مركز الدولة العبرية، وتابع الموقع، نقلا عن مصادر امنية في تل ابيب، انّ المنظومة الجديدة التي تمّ استعمالها في تجربة الامس، حصلت عليها اسرائيل بموجب اتفاق وقع مؤخرا بين اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية.

بالاضافة الى ذلك، قالت المصادر عينها انّ منظومة جديدة لرصد الصواريخ من انتاج امريكي (ASIP) شاركت امس ولاول مرة في التجربة الاسرائيلية، والتي قامت بتزويد منظومة صاروخ الـ "حيتس" بمعلومات قيّمة عن صواريخ العدو.

واوضحت المصادر انّه خلال التجربة قامت مقاتلة تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي باطلاق صاروخ الهدف من طراز (انكور ازرق) من انتاج الصناعات العسكرية الاسرائيلية، والذي تمكن صاروخ الـ"حيتس"من اسقاطه، لافتة الى انّ الصاروخ الجديد هو اكثر تعقيدا من الصاروخ القديم من طراز (انكور اسود).

وقالت المصادر الامنية الاسرائيلية انّه في ظل تعاظم المخاطر المحدقة باسرائيل، فانّه من المحتم على الصناعات العسكرية في الدولة العبرية ان تواصل العمل وبشكل حثيث لادخال التحسينات على الصواريخ، لافتة الى انّ جل الاهتمام الاسرائيلي ينصب على منع الخطر القادم من سورية ومن الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ووفق نفس المصادر فانّ اسرائيل قادرة اليوم على درء الخطر من صواريخ (سكاد- دي) السورية وصواريخ (شهاب-3 ) الايرانية، ولكنّ المصادر عينها تابعت قائلة انّ اسرائيل ملزمة بأن تكون خطوة اكثر الى الامام من الايرانيين والسوريين، واكدت المصادر انّ التحدي الاسرائيلي الاساسي القائم اليوم هو منع الصواريخ الايرانية التي تتحرك بواسطة الوقود المجمد، والتي تعمل طهران في هذه الايام على انتاجها، حيث يصل مداها الى 2000 كيلومتر، خصوصا وانّ هذا النوع من الصواريخ قادر على الاختفاء بسبب سرعته.

علاوة على ذلك، افادت التقارير الاسرائيلية، ان صناع القرار في الدولة العبرية يتابعون عن كثب المحاولات الايرانية لشراء صواريخ من كوريا الشمالية والتي تعتمد على تكنولوجيا روسية، والتي يصل مداها الى 2500 كيلومتر، وتابعت المصادر انّ الصاروخ (حيتس 2) والذي بدأت اسرائيل بانتاجه في العام 2002 بحاجة ماسة الى تحسينات لكي تتمكن الدولة العبرية من انتاج كمية كبيرة من هذه الصواريخ تكون قادرة على صد التهديدات السورية والايرانية، مشيرة الى انّ تمويل المشروع هو مناصفة بين تل ابيب وواشنطن، وحتى الآن تمّ صرف مبلغ 2.5 مليار دولار على الصاروخ.

جدير بالذكر، وفق المصادر الاسرائيلية، انّ الصاروخ (شهاب-3 ) يقطع نحو ستة كيلومترات في الثانية وهو ما يزيد بنحو اربع مرات عن سرعة صواريخ (سكود).http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-136749.html